مطلب : في كراهة
وقوف المستأذن تلقاء الباب : ووقفته تلقاء باب وكوة فإن لم يجب يمضي وإن يخف يزدد ( و ) مكروه للمستأذن أيضا ( وقفته تلقاء ) أي عند ( باب ) مستأذن عليه مقابلا له ، ; لأن الاستئذان إنما شرع من أجل النظر .
قال في الآداب الكبرى : ولا يواجه الباب في استئذانه ; لأن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19311رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقام مستقبل الباب ، فقال عليه السلام هكذا عينك وهكذا ، فإنما الاستئذان من النظر } . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9931إذا دخل البصر فلا إذن } حديثان حسنان رواهما
أبو داود .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث
إسحاق بن يحيى عن
nindex.php?page=showalam&ids=63عبادة بن الصامت رضي الله عنه ولم يسمع منه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5727أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستئذان في البيوت ، فقال : من دخلت عينه قبل أن يستأذن ويسلم فلا إذن له ، وقد عصى ربه } ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري : رواته ثقات .
[ ص: 313 ] و ) مثل الباب
وقفته تلقاء ( كوة ) بفتح الكاف وتضم : الخرق والثقب في الحائط ، ويقال كو من غير تأنيث . قال في القاموس : التذكير للكبير ، والتأنيث للصغير جمعه كوى وكواء ; لأنها في معنى الباب بجامع توصل النظر من كل منهما .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35824من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه } .
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15395للنسائي أنه صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35825من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص } . وفي رواية
أبي داود {
nindex.php?page=hadith&LINKID=24345ففقئوا عينه فقد هدرت } .
ومثل الكوة خصاص الباب لما في الحديث الثابت {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2399أن أعرابيا أتى باب النبي صلى الله عليه وسلم فألقم عينه خصاصة الباب ، فبصر به النبي صلى الله عليه وسلم فتوخاه بحديدة أو عود ليفقأ عينه ، فلما أبصره انقمع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أما إنك لو ثبت لفقأت عينك } وخصاصة الباب بفتح الخاء المعجمة وصادين مهملتين هي الثقب فيه والشقوق .
ومعناه أنه جعل الشق الذي في الباب محاذيا عينه .
ومعنى توخاه بتشديد الخاء المعجمة قصده ومعنى انقمع رد بصره ورجع يقال : أقمعت الرجل عني إقماعا إذا طلع عليك فرددته عنك فكأن المردود أو الراجع قد دخل في قمعه ، ومنه حديث منكر ونكير " فينقمع العذاب عند ذلك " أي يرجع ويتداخل .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5035أن رجلا اطلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جحر في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم مدراة يحك بها رأسه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو علمت أنك تنظر لطعنت بها في عينك ، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر } .
وعند
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق أحدها جيد عن
عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=29881لا تأتوا البيوت من أبوابها ، ولكن ائتوها من جوانبها فاستأذنوا فإن أذن لكم فادخلوا ، وإلا فارجعوا } وهو معنى قول
الناظم رحمه الله ( فإن ) استأذن بقوله السلام عليكم أأدخل ، أو السلام عليكم فقط على ما هو و ( لم يجب ) بالبناء للمفعول أي لم يجبه رب المنزل ( يمضي ) لما في الأخبار المارة وغيرها .
قال
ابن الجوزي وغيره :
[ ص: 314 ] فلا يقف على الباب ، ويلازمه للآية .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9583إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع } وتقدم .
والمراد إن علم أو ظن أنهم سمعوا صوته ( وإن ) حرف شرط جازم و ( يخف ) فعل مضارع مبني للمجهول فعل الشرط مجزوم بحذف الألف ; لأنه معتل بها ونائب الفاعل مستتر عائد على المستأذن يعني وإن يخف صوته ( يزدد ) جواب الشرط وحرك بالكسر للقافية .
والمعنى أنه متى
علم أو ظن أنهم لم يسمعوا صوت استئذانه زاد على الثلاث مرات حتى يعلم أو يظن أنهم سمعوه .
قال في الآداب الكبرى : وقيل لا يزيد على الثلاث مطلقا ، قاله بعض العلماء عملا بظاهر الحديث ، وهو ظاهر كلام بعض الأصحاب ، وأراد به الإمام العلامة المحقق
ابن القيم حيث قال : وهذا القول مخالف للسنة يريد أنه لا يزيد على الثلاث إلا إن ظن عدم سماعهم .
قال
م ص في شرح الإقناع : فيزيد بقدر ما يظن أنهم سمعوه .