مطلب :
يستحب
للمستأذن إذا قيل له من أنت أن يسمي نفسه : وتحريك نعليه وإظهار حسه لدخلته حتى لمنزله اشهد ( فوائد ) الأولى : يستحب للمستأذن إذا قيل له من أنت أو من هذا أن يقول فلان فيسمي نفسه بما يعرف به من اسم أو كنية ، لما في حديث الإسراء
[ ص: 316 ] {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17298ثم صعد بي إلى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا ؟ فقال جبريل ، قيل ومن معك ؟ قال محمد } متفق عليه .
وفي حديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=145 nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر قال خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله يمشي وحده ، فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني ، فقال من هذا ؟ فقلت nindex.php?page=showalam&ids=1584أبو ذر } .
وكره للمستأذن إذا قيل من هذا أن يقول أنا ، ولا يسمي نفسه لعدم الفائدة .
وفي الصحيحين عن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17618 nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدققت الباب ، فقال من هذا ؟ فقلت أنا ، فقال أنا أنا كأنه كرهها } .
قال
المروذي : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أبو عبد الله رضي الله عنه : ما أكثر ما نلقى من الناس يدقون الباب فيقولون أنا أنا ، ألا يقول : أنا فلان .
قال في الآداب الكبرى : وليزول اللبس فيذكر ما يعرف به من كنية أو غيرها ، لقول
أم هانئ :
أم هانئ وقول
nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة :
nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة للنبي صلى الله عليه وسلم وقال
عبد الله ولد الإمام : دق أبي رضي الله عنه الباب فقيل من هذا ؟ فقال
أبو عبد الله .
( الثانية ) : ظن من لا تحقيق لديه من علم الآثار ، ولا له مزيد اطلاع على أسرار الأخبار ، أن علة كراهة
قول المستأذن ( أنا ) مشابهة إبليس المبعود في قوله أنا خير منه .
وهذا غلط ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا في عدة أخبار ، منها قوله أنا النبي لا كذب أنا
ابن عبد المطلب .
وخبر
nindex.php?page=showalam&ids=8علي رضي الله عنه : أنا الذي سمتني أمي حيدره وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق : أي سماء تظلني أو أي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله عز وجل بما لا يريد مع قوله تعالى {
قل إنما أنا بشر مثلكم } {
وإنما أنا نذير مبين } ولي من أبيات :
أنا عبدك الجاني وأنت السيد
ورجاك ألحاني وأنت المقصد يا واحدا في ملكه أنا واقف
في باب جودك بالدعا أتعبد وإذا بحثت عن الحقيقة ألتقي
عبدا ضعيفا بالقضاء مقيد
[ ص: 317 ] والسنة طافحة بأمثال ذلك .
منها ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35520من أصبح منكم اليوم صائما ؟ فقال أبو بكر أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ فقال أبو بكر أنا ، فقال من اتبع منكم اليوم جنازة ؟ فقال أبو بكر أنا ، قال من عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر أنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل إلا دخل الجنة } .
ومقتضى نص إمامنا أنه لو قال أنا فلان أو أنا أبو فلان لم يكره كما في الآداب الكبرى ، وهو عين الصواب .
ثم رأيته صحيحا .
فأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2759أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى المسجد وأبو موسى يقرأ قال فجئت فقال من هذا قلت أنا nindex.php?page=showalam&ids=134بريدة } .
وفي الصحيح في حديث
أم هانئ فقلت أنا
أم هانئ .
ولذا قال
النووي وغيره : ولا بأس أن يقول أنا الشيخ فلان أو القارئ فلان أو القاضي فلان إذا لم يحصل التمييز إلا بذلك .
وإنما علة الكراهة لعدم حصول الفائدة بقوله : أنا فإنه ما زاد على أن ثم على الباب إنسانا ، وذلك حاصل بالاستئذان .
( الثالثة ) : ينبغي للمستأذن أن لا يدق الباب بعنف لنسبة فاعل ذلك عرفا إلى قلة الأدب ، لا سيما إن كان رب المنزل شيخه ، ولذا كانوا يقرعون بيوت الأشياخ بالأظافر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الأدب المفرد من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس {
أن أبواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأظافر } . وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في علوم الحديث من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة وهذا محمول منهم على المبالغة في الأدب ، وهو حسن لمن قرب محله من بابه ، وأما من بعد عن الباب فيقرع بحسب ما يحصل به المقصود .