( الثالث ) : قدمنا أن
حسن الخلق القيام بحقوق المسلمين وهي كثيرة .
منها أن يحب لهم ما يحب لنفسه ، وأن يتواضع لهم ولا يفخر عليهم ولا يختال ، فإن الله لا يحب كل مختال فخور . ولا يتكبر ولا يعجب ، فإن ذلك من عظائم الأمور . وإن تكبر عليه غيره فليحتمل منه ذلك ويعامله باللين .
ويغض طرف الطرف عن أهل الرقاعة من المتكبرين ، لقوله تعالى {
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وأن يوقر الشيخ الكبير ، ويرحم
[ ص: 370 ] الطفل الصغير ، ويعرف لكل ذي حق حقه ، مع طلاقة الوجه وحسن التلقي ودوام البشر ، ولين الجانب ، وحسن المصاحبة ، وسهولة الكلمة ، مع إصلاح ذات بين إخوانه ، وتفقد أقرانه وأخدانه ، وأن لا يسمع كلام الناس بعضهم في بعض ، وأن يبذل معروفه لهم لوجه الله لا لأجل غرض مع ستر عوراتهم ، وإقالة عثراتهم ، وإجابة دعواتهم . وأن لا يقف مواقف التهم . وأن يحلم عن من جهل عليه ، ويعفو عن من ظلم . وأن لا يجالس الموتى الذين هم أهل الحطام لقوله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12931إياكم ومجالسة الموتى ، قيل ومن هم ؟ قال الأغنياء . اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين } ولا يجالس إلا من يفيده في الدين ، أو يستفيد منه المعرفة والتمكين . إلى غير ذلك من حقوق أهل الإسلام ، المعروفة للأنام ، من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ولي الإنعام . .