مطلب : : في الخضاب وفوائد الحناء .
( فائدة ) : نقل الإمام المحقق في الهدي النبوي ،
وابن مفلح في الآداب الكبرى ،
وسبط بن المرصفي ، وأكثر من أن أحصي من ذكر ذلك عدا أن الحناء إذا طلي به أسفل الرجلين أول خروج الجدري أمن على العينين منه . وقال بعض الأطباء : إن
الحناء إذا جعل بماء الورد ويسير العصفر والزعفران ولطخ به أسفل الرجلين عند مبادئ الجدري حفظ العين منه ، فزادنا هذا الطبيب هذه الكيفية والله أعلم .
إذا علمت هذا فاعلم أن
تغيير الشيب بغير السواد مندوب ، وفعله مسنون مطلوب ، نص عليه إمام الأئمة ، ومجلي دجى الظلمات المدلهمة ، سيدنا الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضوان الله عليه ، قيل له ما نستحي نخضب ، فقال
[ ص: 417 ] سبحان الله سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأرى الشيخ المخضوب فأفرح به .
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=4680أن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم } قال في الآداب الكبرى : ويستحب بحناء وكتم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وإسناده ثقات . ولفعل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر رضي الله عنه متفق عليه .
ولا بأس بالورس والزعفران قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي ، وجزم به في الإقناع وغيره . وفي التلخيص والشرح . وقدم بعض الأصحاب أن خضابه بغير السواد سنة وقال نص عليه ، وهو ظاهر إطلاق
الناظم رحمه الله لما روى
أبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=28411كان يلبس النعال السبتية ويصفر لحيته بالورس والزعفران ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ذلك } قال
ابن مفلح : حديث حسن ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي .
وقال
أبو مالك الأشجعي عن أبيه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=27565كان خضابنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالورس والزعفران } رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
وأما بالسواد فمكروه ، نص عليه . قال في الآداب الكبرى : قيل له : تكره السواد ؟ قال إي والله {
nindex.php?page=hadith&LINKID=32657لقول النبي صلى الله عليه وسلم عن والد أبي بكر رضي الله عنهما وجنبوه السواد } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=44259 : يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة } رواه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وقال صحيح الإسناد . قال في الآداب : إسناد جيد ، وكذا قال
الحافظ المنذري إشارة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12510وابن أبي عاصم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رفعه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36320من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة } سنده لين والله أعلم .
قال في الآداب الكبرى : والكراهة في كلام الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد للتحريم أو للتنزيه على وجهين . وقال في الفروع : ويكره بالسواد اتفاقا نص عليه ، وفي
[ ص: 418 ] المستوعب والتلخيص والغنية في غير حرب ولا يحرم .
وظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=12916أبي المعالي يحرم وهو متجه . قال في الإقناع وغيره : فإن حصل به تدليس في بيع أو نكاح حرم . قال في الفروع : وللشافعية خلاف ، واستحبه في الفنون بالسواد في الحرب ، وأن ما ورد من ذمه والنهي عنه فإنه في بيع أو نكاح كسائر التدليس . وقال في المستوعب : إنه لا يكره يعني
الخضاب بالسواد في الحرب لقول النبي صلى الله عليه وسلم {
اخضبوا بالسواد فإنه أنس للزوجة ومكيدة للعدو } قال في الآداب : وهذا خبر لا يصح .
وفي الأحكام السلطانية أن المحتسب يمنع من يخضب بالسواد في الجهاد وغيره . قال في الآداب : وعند الشافعية يستحب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة ويحرم بالسواد على الأصح عندهم .
وقال بعض
السلف والخلف : ترك الخضاب أفضل مع أنه كان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة وآخرون يخضبون بالصفرة ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وخضب جماعة منهم بالحناء والكتم ، وبعضهم بالزعفران ، وبعضهم بالسواد . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن nindex.php?page=showalam&ids=17والحسين ابني
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=27وعقبة بن عامر رضي الله عنهم أجمعين ، وكذا
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين nindex.php?page=showalam&ids=11935وأبي بردة وآخرين . يقال : صبغ يصبغ بضم الباء وفتحها . كان
nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر يخضب بالسواد ويتمثل :
نسود أعلاها وتأبى أصولها ولا خير في أعلى إذا فسد الأصل
وكان سيدنا
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي رضوان الله عليهما يخضب بالسواد ويتمثل :
نسود أعلاها وتأبى أصولها فيا ليت ما يسود منها هو الأصل
وقال آخر :
يا أيها الرجل المسود شيبه كيما يعد به من الشبان
أقصر فلو سودت كل حمامة بيضاء ما عدت من الغربان
وما أحسن قول الإمام
أبي محمد جعفر السراج الحنبلي صاحب كتاب مصارع العشاق :
ومدع شرخ شباب وقد عممه الشيب على وفرته
يخضب بالوسمة عثنونه يكفيه أن يكذب في لحيته
.
[ ص: 419 ] وقال في القاموس : العثنون اللحية أو ما فضل منها بعد العارضين ونبت على الذقن وتحته سفلا ، أو هو طولها وشعرات طوال تحت حنك البعير . انتهى .
وفي الصحيحين عن
عبد بن جريج قال
nindex.php?page=showalam&ids=16524لعبيد الله بن عمر رضي الله عنهما : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19225رأيتك تلبس النعال السبتية ، ورأيتك تصبغ بالصفرة ، فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي فيها شعر ويتوضأ فيها ، فأنا أحب أن ألبسها ، وأما الصفرة فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فأنا أحب أن أصبغ } .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=379أتي بأبي قحافة عام الفتح ورأسه ولحيته مثل الثغامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غيروا هذا بشيء وجنبوه السواد } .
وأخرج الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17405جاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يديه ، فقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم : لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه تكرمة لأبي بكر فأسلم ورأسه ولحيته كالثغامة ، فقال : غيروهما وجنبوه السواد } قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : هو أول مخضوب في الإسلام .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي بسند جيد قوي عن
وهب قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=14ابن الزبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنهما {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6618أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ بيد أبي قحافة فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وقف به على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غيروه ولا تقربوه سوادا } .
وأخرج الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني برجال ثقات
ومحمد بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33327لما كان عام الفتح وذكرت الحديث إلى أن قالت : فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد خرج أبو بكر بأبيه رضي الله عنهما يقوده ، وكان رأس أبي قحافة ثغامة ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله هو أحق [ ص: 420 ] أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه ، فأجلسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال : أسلم لتسلم فأسلم } الحديث . قال في السيرة الشامية كغيره : الثغامة بثاء مثلثة مفتوحة فغين معجمة : شجرة إذا يبست ابيضت أغصانها يشبه بها الشيب . .