مطلب : في ذكر طرف من فضائل ابن الجوزي .
وابن الجوزي كان على أتم غاية من سعة الاطلاع على المنقول ، والعلم بالفروع والأصول ، وجودة الخاطر وإدراك المعقول .
قال ابن رجب في الطبقات : كان nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي لطيف الصوت ، حلو الشمائل ، رخيم النغمة ، موزون الحركات والنغمات ، لذيذ المفاكهة ، يحضر [ ص: 421 ] مجلسه مائة ألف أو يزيدون ، لا يضيع من زمانه شيئا ، يكتب في اليوم أربع كراريس ، يرتفع له كل سنة من كتابته ما بين خمسين مجلدا إلى ستين ، وله في كل علم مشاركة ، لكنه كان في التفسير من الأعيان ، وفي الحديث من الحفاظ ، وفي التواريخ من المتوسعين ، ومناقبه ومآثره رضي الله عنه أكثر من أن يحيط بها مثل كتابي هذا ، وهو أجل وأعظم وأكبر من أن ينبه عليه وعلى فضائله مثلي ، نادرة الزمان ، وإنسان سواد عين الإنسان ، ومن اطلع على مصنفاته أو بعضها ، علم بعد غوره في الاطلاع على السنة ونقلها . والله تعالى أعلم .
التالي
السابق