مطلب : في
أوصاف الفهد وتشبيه المرأة زوجها به في حديث
أم زرع .
( و ) ( كفهد ) واحد الفهود وفهد الرجل أشبه الفهد في كثرة نومه وتمدده . وفي حديث
أم زرع قالت الخامسة زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد ، وقال بعضهم : يأكل ما وجد ولا يسأل عما عهد ولا يرفع اليوم لغد . قال القاضي
عياض في شرح حديث
أم زرع : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : أي نام وغفل كالفهد لكثرة نومه يقال أنوم من فهد ، وقال
أبو عبيد تصفه بكثرة النوم ، والغفلة على وجه المدح له . وقولها ، وإن خرج أسد تمدحه بالشجاعة أي صار كالأسد يقال أسد الرجل واستأسد إذا صار كذلك . وقولها عما عهد أي رأى في البيت وعرف . قال
أبو عبيد : لا يتفقد ما ذهب من ماله ولا يلتفت إلى معايب البيت وما فيه فكأنه ساء عن ذلك .
قال
ابن حبيب : وصفته بأنه في اللين والدعة ، والغفلة عندها كالفهد ، وإذا خرج كان كالأسد في شجاعته ، ولم ترد النوم كما قال شارح العراقيين . قال : وقد ورد للنبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا في وصف
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وذم من كان بخلافه فروي عنه صلى الله عليه وسلم قال {
: إن الله يبغض الذواق المطلاق الذي أراه لا يأكل ما وجد ويسأل عما فقد ، وهو عند أهله كالأسد ، وكان [ ص: 78 ] خارجا كالثعلب ، لكن علي لفاطمة يأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد ، وهو عندها كالثعلب وخارجا كالأسد } قال القاضي
عياض : والأولى أن يكون ذكر فهد هنا على معنى الاستعارة جعلت كثرة تغافله كالنوم والله أعلم لا سيما ، وقد وصف الفهد بالحياء وقلة الشره وهذه كلها خلق مدح ، وهي راجعة إلى ما أشار إليه
أبو عبيد .
قال في حياة الحيوان : وزعم
أرسطو أن الفهد متولد بين أسد ونمر ومزاجه مثل النمر ، وفي طبعه مشابهة بالكلب في أدواته وذاته ويقال : إن الفهدة إذا أثقلت بالحمل حن عليها كل ذكر يراها من الفهود ويواسيها من صيده ، فإذا أرادت الولادة هربت إلى موضع قد أعدته لذلك ويوصف الفهد بكثرة النوم وكثرة الغضب ، فإذا وثب على فريسة لا يتنفس حتى ينالها فيحمى لذلك وتمتلئ رئته من الهواء الذي حبسه ، فإذا أخطأ صيده رجع مغضبا وربما قتل سائسه . ومن طبعه الإساءة إلى من يحسن إليه . وكبار الفهود أقبل للتأديب من صغارها .
وأول من صاد بالفهد
كليب بن وائل وأول من حمله على الخيل
nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية . وأكثر من اشتهر باللعب بها
nindex.php?page=showalam&ids=12149أبو مسلم الخراساني . وحكمه
تحريم الأكل ; لأنه ذو ناب كالأسد والله أعلم .