مطلب : فيما يقوله الآكل والشارب آخر طعامه من الحمد والثناء على الله عز وجل .
( ثم )
بعد فراغك من الأكل والشرب ( في الانتهاء ) من كل منهما ( احمد ) الله تعالى فعل أمر من حمد يحمد يعني اثن على الله واشكره بما هو أهله الذي أسدى لك هذه النعم وسوغ الطعام والشراب حتى حصل لك بهما الغذاء فهو جل شأنه جدير بأن يحمد لذاته فكيف يترك الحمد له والثناء عليه مع نعمه المترادفة ومننه المتواصلة .
وقد ورد عن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك عدة أحاديث : منها ما رواه
أبو داود والترمذي وحسنه
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
معاذ بن أنس رضي الله عنه
[ ص: 104 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35627من أكل طعاما ، ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه } .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي والترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11415إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها } الأكلة بفتح الهمزة المرة الواحدة من الأكل وقيل بضم الهمزة ، وهي اللقمة .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس الطويل الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18258 : خبز ولحم وتمر ورطب وبسر ودمعت عيناه والذي نفسي بيده إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة فكبر ذلك على أصحابه فقال : بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا بسم الله ، فإذا شبعتم فقولوا الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا فأفضل ، فإن هذا كفاف بهذا } .
{
nindex.php?page=hadith&LINKID=14105وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل ، أو شرب قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين } رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره .
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
أبي أمامة رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14118أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال : الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه } وفي رواية {
nindex.php?page=hadith&LINKID=27246 : كان إذا فرغ من طعامه ، وقال مرة إذا رفع مائدته قال : الحمد لله الذي كفانا وآوانا غير مكفي ولا مكفور ربنا } ومكفي بفتح الميم وتشديد الياء هذه الرواية الصحيحة الفصيحة ورواه أكثر الرواة بالهمز .
قال
النووي : وهو فاسد من جهة العربية سواء كان من الكفاية أو من كفاف الإناء كما لا يقال في مقرو مقرئ ولا في مرمي مرمئ بالهمز . قال في مطالع الأنوار : المراد بهذا المذكور كله الطعام ، وإليه يعود الضمير . قال
الحربي : فالمكفي الإناء المقلوب للاستغناء عنه كما قال غير مستغنى عنه ، أو لعدمه .
وقوله غير مكفور أي غير مجحودة نعم الله تعالى فيه ، بل مشكورة غير مستور الاعتراف بها ، والحمد لله عليها ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : المراد بهذا الدعاء كله الباري سبحانه وتعالى ، وأن الضمير يعود إليه ، وأن معنى قوله
[ ص: 105 ] غير مكفي أنه يطعم ولا يطعم كأنه على هذا من الكفاية ، وإلى هذا ذهب غيره في تفسير هذا الحديث أي أن الله تعالى مستغن من معين وظهير .
قال : وقوله ولا مودع أي غير متروك الطلب منه والرغبة إليه ، وهو بمعنى المستغنى عنه وينتصب " ربنا " على هذا بالاختصاص ، والمدح ، أو بالنداء كأنه قال يا ربنا اسمع حمدنا ودعاءنا ، ومن رفعه قطعه وجعله خبرا لمبتدأ محذوف أي ذلك هو ربنا ، أو أنت ربنا ، ويصح كسره على البدل من اسم الجلالة في قوله : الحمد لله .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير في نهايته نحو هذا الخلاف مختصرا قال : ومن رفع " ربنا فعلى الابتداء المؤخر أي ربنا غير مكفي ولا مودع وعلى هذا يرفع " غير " قال : ويجوز أن يكون الكلام راجعا إلى الحمد كأنه حمد كثير غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عن هذا الحمد ، وقال في قوله : ولا مودع أي غير متروك الطاعة وقيل : هو من الوداع وإليه يرجع والله أعلم .
وأخرج
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15395والنسائي بإسناد صحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14104 : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل ، أو شرب قال : الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجا } .
وفي سنن
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي وكتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني بإسناد حسن عن
عبد الرحمن بن جبير التابعي أنه حدثه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19284رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين أنه كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرب إليه طعاما يقول : بسم الله فإذا فرغ من طعامه قال : اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت واجتبيت فلك الحمد على ما أعطيت }
. وفي كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم {
أنه كان يقول في الطعام إذا فرغ : الحمد لله الذي من علينا وهدانا والذي أشبعنا وأروانا وكل الإحسان آتانا } ، وفي سنن
أبي داود والترمذي وكتاب
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9489 : إذا أكل أحدكم طعاما } .
وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12769ابن السني {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35545من أطعمه الله طعاما فليقل : اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله تعالى لبنا فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ، فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن } قال
الترمذي : هذا حديث حسن والله تعالى أعلم .