مطلب : يحرم المبالغة في تقليل الطعام .
الحالة الرابعة في
المبالغة من التقليل في الطعام .
اعلم أنه من بالغ في تقليل الغذاء فأضر ببدنه أو قصر عن فعل واجب لحق الله أو لحق آدمي كالتكسب لمن تلزمه مؤنته حرم عليه ذلك ، وإلا يضر ببدنه ولا بشيء منه ولا قصر عن فعل واجب كره له إن خرج من الأمر الشرعي .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال في جامعه عن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رضي الله عنه أنه قيل له هؤلاء الذين يأكلون قليلا ويقللون من طعامهم قال : ما يعجبني سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي [ ص: 113 ] يقول : فعل قوم هكذا فقطعهم عن الفرض انتهى ، وقد قال صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=28882 : كلوا واشربوا وتصدقوا ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة } . رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده . وفي الحديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=38968هلك المتنطعون } وهم المبالغون في الأمور
. ومن التنطع الامتناع من المباحات كالذي يمتنع من أكل اللحم ، والخبز ، أو لبس الكتان ، أو شرب الماء ويمتنع من نكاح النساء وما شاكل ذلك ويزعم أن ذلك من الزهد المستحب وذلك جهل منه كما قاله شيخ الإسلام ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=32942 : لكني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني } .
ففي الصحيحين {
nindex.php?page=hadith&LINKID=6867أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهم : أما أنا فأصوم لا أفطر ، وقال الآخر : أما أنا فأقوم لا أنام ، وقال الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء ، وقال الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : ما بال رجال يقول أحدهم كذا ، وكذا لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني } .
نعم التقليل من الطعام ومن بعض المباحات ، والاقتصاد في ذلك مع عدم الانهماك في اللذات والطرح للتكلف هو المطلوب المحمود والله تعالى أعلم .