مطلب : في استحباب تصغير اللقمة : ويحسن
تصغير الفتى لقمة الغذا وبعد ابتلاع ثن والمضغ جود ( ويحسن ) بمعنى يندب ويستحب ( تصغير الفتى ) أي كل آكل من ذكر وأنثى صغير وكبير ( لقمة الغذا ) أي لقم ما يتغذى به . قال في الآداب الكبرى يسن أن يصغر اللقم ويجيد المضغ . قال شيخ الإسلام
ابن تيمية رضي الله عنه : إلا أن يكون هناك ما هو أهم من إطالة الأكل ، وقال الإمام
ابن تيمية : رضي الله عنه على أن هذه المسألة لم أجدها مأثورة ، ولا عن
أبي عبد الله رضي الله عنه مذكورة ، لكن فيها مناسبة ، وقال أيضا : نظير هذا ما ذكره الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من استحباب
تصغير الأرغفة وذكر بعض أصحابنا استحباب تصغير الكبير وذلك عند الخبز وعند الوضع وعند الأكل انتهى .
قلت : قد يستدل لتصغير الأرغفة بما روى
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار بسند ضعيف
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=26914قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه } قال
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد أحد رواته : سمعت بعض أهل العلم يفسر هذا قال هذا تصغير الأرغفة .
وفي نهاية
nindex.php?page=showalam&ids=12569ابن الأثير : وحكي عن
الأوزاعي أنه تصغير الأرغفة . قال في السيرة الشامية : قال شيخنا
أبو الفضل أحمد بن الخطيب رحمه الله : تتبعت هل كانت أقراص خبزه صلى الله عليه وسلم صغارا أم كبارا فلم أجد في ذلك شيئا بعد الفحص ، وأما حديث {
صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه } فرواه
الديلمي وسنده واه انتهى .
قلت : وذكره الإمام الحافظ
ابن الجوزي في الموضوعات ، وقال
الحافظ : تتبعت هل كان خبز النبي صلى الله عليه وسلم صغيرا أو كبيرا فلم أر فيه
[ ص: 124 ] شيئا والله تعالى أعلم . قال الإمام
ابن الجوزي : ولا يمد يعني الآكل يده إلى الأخرى يعني إلى اللقمة الأخرى حتى يبتلع ما قبلها ، ولذا قال في الآداب :
ولا يأكل لقمة حتى يبلع ما قبلها ، وإلى هذا أشار الناظم رحمه الله بقوله : ( وبعد ابتلاع ) اللقمة الأولى ( ثن ) أي تناول لقمة ثانية ولا تبلع الغذاء إلا بعد إجادة المضغ ، ولذا قال : رحمه الله ( والمضغ ) .
قال في القاموس مضغه كمنعه لاكه بسنه ، والمضاغ كسحاب ما يمضغ ( جود ) أي أحكم مضغه وأحسنه حتى يصير جيدا ضد الرديء ، وذلك لما فيه من شرافة النفس ومراعاة المعدة ، والبعد عن الاغتصاص باللقمة مع التأدب مع الجليس إن كان والله ولي الإحسان .