مطلب : في استحباب
تخليل ما بين الأسنان وإلقاء ما يخرجه الخلال من الخلالة : وتخليل ما بين المواضع بعده وألق وجانب ما نهى الله تهتد ( و ) يحسن بعد الفراغ من الأكل ( تخليل ما ) أي بقايا الطعام الكائن ( بين المواضع ) من أسنانه فيستحب تتبع ذلك بالخلال وإخراجه من تلك المواضع ( بعده ) أي بعد الأكل ، والفراغ منه .
قال الإمام المحقق
ابن القيم : والخلال نافع للثة ، والأسنان حافظ لصحتها نافع من تغير النكهة قال : وأجود ما اتخذ من عيدان الأخلة وخشب الزيتون ، والخلاف انتهى ، وقال سيدنا الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=14603عبد القادر قدس الله سره : يكره التخلل على الطعام ولا يخلل بقصب ولا رمان ولا ريحان ولا طرفاء ونحو ذلك ; لأنه مضر . وفي آداب
ابن مفلح : ويخلل أسنانه يعني بعد الأكل إن علق بها شيء .
روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " ترك الخلال يوهن الأسنان ، ورفعه بعضهم . وروى
أبو نعيم الحافظ وغيره من رواية
واصل بن السائب ، وهو ضعيف عن
nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17784حبذا المتخللون من الطعام وتخللوا من الطعام ، فإنه ليس شيء أشد على الملك الذي على العبد أن يجد من أحدكم ريح الطعام } . وفي الهدي النبوي
للإمام ابن القيم ورد في الخلال حديثان لم يصحا وذكر هذين الحديثين والله أعلم
. ، وقال
علي القارئ : حديث {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17783حبذا المتخللون من أمتي } قال
الصغاني وضعه ظاهر وفسره بتخليل الأصابع في الوضوء وبالتخليل بعد الطعام والله ولي الإنعام ( وألق ) ما يخرجه الخلال من الخلالة كثمامة يعني بضم الخاء المعجمة .
[ ص: 128 ] وقد روى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وغيرهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=35631من أكل فما تخلل فليلفظه ، ومن لاك بلسانه فليبتلع من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج } فيكره
ابتلاع ما يخرجه الخلال لا ما يخرج باللسان وعموم إطلاقهم ، ولو منتنا ولعله يكره على ما مشى عليه في الإقناع من كراهة
أكل اللحم المنتن خلافا للمنتهى والله أعلم .
( وجانب ) في كل زمان ومكان لا سيما في المأكولات ( ما ) أي الشيء الذي ( نهى الله ) جل شأنه وتعالى سلطانه عن إتيانه فلا تأته ; لأنه ما نهى عنه سبحانه إلا لما فيه من المضرة في البدن ، أو الدين ، أو نحو ذلك فإن أنت فعلت ذلك من المجانبة لما نهى الله ( تهتد ) لطرق الخيرات ، وتنج من الموبقات .
وتسلم من العذاب . وتخلص من العقاب . وكأن
الناظم رحمه الله أشار بهذه التكملة إلى مجانبة نحو الخمور ، أو مجالسة من يفعل ذلك ، أو الجلوس على مائدة يشرب عليها ذلك ، أو أعم من ذلك فتكون تكملة للبيت ، وهي من الحشو اللذيذ . إذ هي ألذ على قلوب أهل التقوى من اللحم الحنيذ . والله أعلم .