مطلب : وللشرب قائما آفات ، ولا يسوغ شرب الماء في عشرة مواضع .
وفي زاد المعاد للإمام المحقق
ابن القيم رحمه الله تعالى رحمه الله تعالى ورضي عنه : من هديه صلى الله عليه وسلم الشرب قاعدا . كان هديه المعتاد . وصح عنه أنه نهى عن الشرب قائما . وصح عنه أنه شرب قائما . فقالت طائفة : لا تعارض بينهما أصلا ، فإنما شرب قائما للحاجة . ، فإنه جاء إلى
زمزم وهم يستقون
[ ص: 143 ] منها فاستقى ، فناوله الدلو فشرب ، وهو قائم . وهذا كان موضع الحاجة .
قال
وللشرب قائما آفات عديدة منها لا يحصل الري التام به ولا يستقر في المعدة حتى يقسمه الكبد على الأعضاء وينزله بسرعة وحدة إلى المعدة .
فيخشى منه أن يبرد حرارتها ويسرع النفوذ إلى أسفل البدن بغير تدريج .
وكل هذا يضر بالشارب ، فأما إذا فعله نادرا أو لحاجة فلا . ولا يعترض على هذا بالعوائد ، فإن العوائد لها طبائع ثوان ولها أحكام أخرى ، وهي بمنزلة الخارج عن القياس عند الفقهاء والله أعلم . ( فوائد : الأولى ) ذكر بعض الأطباء أنه لا يسوغ شرب الماء طبا في عشرة أشياء : بعد الطعام ، والحمام ، والحلوى ، والجماع ، والتعب ، وشرب دواء مسهل ، وأكل فاكهة ، وإذا استيقظ من النوم ، وبعد أكل سخن ، والشرب وهو جائع .
وأما الإمام
ابن القيم فقال : ينبغي أن يجتنب
شرب الماء على الريق ، وبعد الحمام ، وعقب الجماع ، وبعد الفاكهة ، وعند الانتباه من النوم . وأما على الطعام فلا بأس إذا اضطر إليه . ولا يكثر منه ، بل يمص مصا ، فإنه لا يضره ألبتة . .