مطلب : في ذكر بعض مثالب الكبر والعجب .
واستمع الآن إلى
بعض مثالب الكبر والعجب عافانا الله وإياك والمسلمين منهما ومن كل فعل يوجب غضبا وإعراضا ، وعذابا وانقباضا ، إنه جواد كريم ، رءوف رحيم .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم وغيرهما عن
حارثة بن وهب رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=1613ألا أخبركم بأهل النار : كل عتل جواظ مستكبر } .
قال
الحافظ المنذري : العتل بضم العين المهملة والتاء المثناة فوق وتشديد اللام هو الغليظ الجافي .
والجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة هو الجموع المنوع ، وقيل الضخم المختال في مشيته ، وقيل : القصير البطين .
[ ص: 219 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه واللفظ له
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16571عطاء بن السائب عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14761يقول الله جل وعلا : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار } .
nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة رضي الله عنهما مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14616يقول الله عز وجل : العز إزاره ، والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني عذبته } . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني من الطريق التي أخرجها
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بلفظ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14616يقول الله عز وجل : العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني في شيء منهما عذبته } . ورواه
أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة وحده ، ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=14761قال الله تعالى : الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار } .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني واللفظ له
nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16789فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17171ثلاثة لا يسأل عنهم : رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبر ، وإزاره العز ، ورجل في شك من أمر الله ، والقنوط من رحمة الله } .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=41080كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة قال : ألا أخبركم بشر عباد الله ؟ الفظ المستكبر . ألا أخبركم بخير عباد الله ؟ الضعيف المستضعف ذو الطمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبره } رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، ورواته رواة الصحيح ، إلا
محمد بن جابر .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=17178ثلاثة لا يكلمهم الله تعالى يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر } .
العائل بالمد هو الفقير .
وأخرج الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : التقى
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم على
المروة فتحدثا ، ثم مضى
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو وبقي
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر يبكي ،
[ ص: 220 ] فقال له رجل : ما يبكيك يا
nindex.php?page=showalam&ids=12أبا عبد الرحمن ؟ قال هذا يعني
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37141من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر كبه الله لوجهه في النار } ورواة هذا الحديث رواة الصحيح . وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12251للإمام أحمد صحيحة أيضا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31530لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر } .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني بإسناد حسن {
nindex.php?page=hadith&LINKID=22864عن nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه مر في السوق ، وعليه حزمة من حطب ، فقيل له : ما يحملك على هذا ، وقد أغناك الله عن هذا ؟ قال : أردت أن أدفع الكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال خردلة من كبر } ورواه
الأصبهاني إلا أنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34899مثقال ذرة من كبر } .
وأخرج الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=1500أبي ثعلبة والترمذي وقال : حسن غريب عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12135إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال المتكبرون } قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري : الثرثار بثاءين مثلثتين مفتوحتين وتكرير الراء هو الكثير الكلام تكلفا .
والمتشدق هو المتكلم بملء فيه تفاصحا وتعاظما واستعلاء . وهو معنى المتفيهق أيضا .
وتقدم في الكلام على الخلق الحسن .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=15395النسائي والترمذي وحسنه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16709عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43704يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان ، يساقون إلى سجن في جهنم يقال له : بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال } .
بولس بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح اللام بعدها سين مهملة .
والخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة عصارة أهل النار كما جاء مفسرا في مرفوع
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان وغيره .
[ ص: 221 ] وفي الزهد
nindex.php?page=showalam&ids=12251للإمام أحمد بسنده عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43641يجاء بالجبارين والمتكبرين رجال في صور الذر يطؤهم الناس من هوانهم على الله عز وجل حتى يقضى بين الناس قال : ثم يذهب بهم إلى نار الأنيار قيل : يا رسول الله ، وما نار الأنيار ؟ قال عصارة أهل النار } .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم والترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31549لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس } .
بطر الحق بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة جميعا هو دفعه ورده .
وغمط الناس بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء المهملة هو احتقارهم وازدراؤهم وكذلك غمصهم بالصاد المهملة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير واللفظ له ورواته محتج بهم في الصحيح
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم بنحوه ، وقال : صحيح على شرط
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36067من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله - تبارك وتعالى - وهو عليه غضبان } .
وروى
الترمذي ، وقال غريب
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=116أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {
nindex.php?page=hadith&LINKID=90705بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الأعلى بئس العبد عبد سها ولها ونسي المقابر والبلى بئس العبد عبد عتا وطغى ونسي المبتدأ والمنتهى بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين بئس العبد عبد يختل الدين بالشهوات بئس العبد عبد طمع يقوده بئس العبد عبد هوى يضله بئس العبد عبد رغب يذله } .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13863البزار بإسناد جيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33684لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر منه العجب } .
وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها " لبست مرة درعا جديدا فجعلت أنظر إليه ، وأعجب به ، فقال
أبو بكر رضي الله عنه : أما علمت أن العبد إذا دخله
[ ص: 222 ] العجب بزينة الدنيا مقته ربه حتى يفارق تلك الزينة ؟ قالت فنزعته فتصدقت به . فقال
أبو بكر رضي الله عنه عسى ذلك أن يكفر عنك
مطلب : في بيان ماهية العجب ، وبيان الفرق بينه وبين الكبر .
تنبيهات :
( الأول ) : قال في القاموس : العجب بالضم : الزهو والكبر .
وقال في تفسير الكبر : هو معظم الشيء والشرف ويضم ، والإثم الكبير ، كالكبرة ، بالكسر الرفعة في الشرف والعظمة ، والتجبر كالكبرياء ، وقد تكبر واستكبر وتكابر ، وكصرد جمع الكبرى . انتهى .
فقد فسر العجب بالكبر فظاهره أنهما شيء واحد ، وكذا فسره كثير من العلماء .
والتحقيق أن بينهما فرقا دقيقا ذكره المحققون ، منهم الإمام الحافظ
ابن الجوزي في تبصرته فقال : أعلم أن الكبر خلق باطن يصدر عنه أعمال ، وذلك الخلق هو رؤية النفس فوق المتكبر عليه ، ويفارقه العجب من جهة أن الكبر لا يتصور إلا أن يكون هناك من يتكبر عليه ، والعجب يتصور ، ولو لم يكن أحد غير المعجب .
والمتكبر يرى نفسه أعلى من الغير فتحصل له هزة وفرح ، وركون له إلى ما اعتقده ، وذلك نفخ الشيطان كما في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=43617أنه كان يتعوذ من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه قال : همزه الموتة ، ونفثه الشعر ، ونفخه الكبرياء } . .