مطلب : حكم
لبس الطيلسان .
الحادي عشر : لم يستحب علماؤنا لبس الطيلسان بل كرهوا لبس المقور منه .
قال في الإقناع والمنتهى : وكره لرجل لبس الطيلسان ، وهو المقور ، وفي الإنصاف : يكره الطيلسان في أحد الوجهين .
قال في التلخيص
وابن تميم : وكره الطيلسان واقتصر عليه .
زاد في التلخيص : وهو المقور .
والوجه الثاني : لا يكره يل يباح ، وقدمه في الرعاية والآداب .
وأطلقهما في الفروع .
وقال في الآداب : قيل يكره المقور والمدور ، وقيل وغيرهما غير المربع .
قال في شرح المنتهى وغيره : وإنما يكره المقور دون سائرها ; لأنه يشبه لبسة رهبان الملكيين من
النصارى .
قال الإمام المحقق
ابن القيم في الهدي : لم ينقل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبسه يعني الطيلسان ولا أحد من أصحابه ، بل ثبت في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=7479أنه ذكر الدجال فقال : يخرج معه سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة } .
ورأى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس جماعة عليهم الطيالسة .
فقال : ما أشبههم بيهود
خيبر ، ومن هنا كرهه جماعة من
السلف والخلف لما روى
أبو داود .
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم في المستدرك عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=36051من تشبه بقوم فهو منهم } . وفي
الترمذي : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=33985ليس منا من تشبه بغيرنا } .
قال : وأما ما جاء في حديث الهجرة أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى
[ ص: 257 ] أبي بكر متقنعا بالهاجرة فإنما فعله صلى الله عليه وسلم تلك الساعة ليختفي بذلك للحاجة من حر ونحوه انتهى .
وعورض بأنه قد روى
الترمذي في الشمائل
وابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
يزيد بن أبان nindex.php?page=showalam&ids=14231والخطيب عن
الحسن بن دينار عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كلاهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما {
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر التقنع } ولفظ
الترمذي وسهل " القناع " وفي لفظ {
ما رأيت أدوم قناعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم } زاد
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس {
حتى كأن ثوبه ثوب زيات أو دهان } ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=14231الخطيب {
كأن ملحفته ملحفة زيات } وهذا الحديث باعتبار طرقه وشواهده حسن ، وعورض قوله رحمه الله ورضي عنه : " ولا أحد من أصحابه " بأنه قد فعله جماعة من الصحابة رضي الله عنهم بحضرته وبعد وفاته منهم
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=35والحسن بن علي رضي الله عنهم .
فقد روى
أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر من طرق {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5770أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : إن رجلي على ترعة من ترع الحوض ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت المنبر لمتوافرون nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر مقنع في القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عبدا من عبيد الله تعالى خيره ربه أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش فيها ، وأن يأكل من الدنيا ما شاء أن يأكل منها ، وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه ، فلم يفطن أحد من القوم لما قال غير nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر فانتحب باكيا } .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش قال : خرجنا مع أهل
المدينة في يوم عيد في زمن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وهو يمشي متلثما ببرد قطري .
وروى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وغيره {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5663أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة ومر رجل مقنع } ، وفي لفظ {
nindex.php?page=hadith&LINKID=16143بردائه فقال : هذا يومئذ على الهدى فإذا هو عثمان رضي الله عنه } .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة وابن سعد في الطبقات عن
العلاء قال : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=35الحسن بن علي رضي الله عنهما يصلي ، وهو مقنع .
وفي شعب
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15795خالد بن خداش قال : جئت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس [ ص: 258 ] فرأيت عليه طيلسانا ، فقلت يا
أبا عبد الله هذا شيء أحدثته أم رأيت عليه الناس ؟ قال : لا بل رأيت عليه الناس .
وأقول : المراد بالطيلسان الطيلسان المقور كما صححه علماؤنا ، وهذا واضح ، ودليله ما أخرجه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في مسنده عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=5659أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال : يكون معه سبعون ألفا من اليهود على كل رجل منهم ساج وسيف } .
قال في النهاية : الساج الطيلسان الأخضر ، وقيل هو الطيلسان المقور ينسج كذلك .
وقال الإمام القاضي
أبو يعلى بن الفراء : لا يمنع
أهل الذمة من الطيلسان ، وهو المقور الطرفين المكفوف الجانبين الملفق بعضها إلى بعض ، ما كانت العرب تعرفه وهو لباس
اليهود قديما ، والعجم أيضا والعرب تسميه ساجا .
ويقال : إن أول من لبسه من العرب
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين يكرهه .
وفي القاموس : الطيلس والطيلسان مثلثة اللام عن
عياض وغيره معرب أصله تالسان . ويقال في الشتم . يا ابن الطيلسان أي إنك أعجمي ، والجمع طيالسة . وفي لغة الإقناع : الطيلسان فارسي معرب . قال
الفارابي : هو فيعلان - بفتح الفاء والعين - وبعضهم بكسر العين لغة . قال
الأزهري : ولم يأت اسم فيعلان - بكسر العين بل بالضم - مثل الخيزران والجمع طيالسة . انتهى . ( تتمة ) ذكر
الثعالبي في فقه اللغة أن أصغر ما يغطى به الرأس يقال له البخنق ، وهو خرقة تغطي ما أقبل من الرأس ، وما أدبر ، ثم الغفارة فوقها ودون الخمار ، ثم الخمار أكبر منها ، ثم المقنعة ، ثم النصيف وهو كالنصف من الرداء ، وأكبر من المقنعة ، ثم المعجر ، وهو أكبر من المقنعة وأصغر من الرداء ، ثم القناع والرداء .