مطلب :
ما يقال لمن لبس ثوبا جديدا : وقل لأخ أبل وأخلق ويخلف الإله كذا قل عش حميدا تسدد ( وقل ) أي يندب لك أن تقول ( ل ) كل ( أخ ) لك في الإسلام إذا لبس ثوبا جديدا ( أبل ) من أبلى الثوب وبلاه أي أفنى الثوب ( وأخلق ) أي صيره خلقا ، يعني : الله يبليه ويصيره خلقا ، وهذا دعاء لصاحب الثوب بطول الحياة ، كأنه دعا له أن يطول الله عمره حتى يبليه ويخلقه ، ولا يخلفه وراءه تركة ( ويخلف ) عليه ( الإله ) المعبود بحق الذي يعطي الكثير ، ويرضى بالبر اليسير ، جل شأنه ، تعالى سلطانه ، وذلك لما روى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11503أم خالد بنت خالد رضي الله عنها قالت {
nindex.php?page=hadith&LINKID=338أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة كساء سوداء ، قال من ترون نكسوها هذه الخميصة ؟ فأسكت القوم ، فقال ائتوني بأم خالد ، فأتى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألبسنيها بيده وقال : أبلي وأخلقي يا أم خالد ، هذا سنا قال ذلك مرتين } .
قال في الآداب الكبرى : السنا بلسان
الحبشة الحسن .
قال في النهاية : يروى أخلقي بالقاف من إخلاق الثوب تقطيعه ، وقد خلق الثوب وأخلق .
ويروى بالفاء بمعنى التعويض والبدل ، قال : وهو أشبه . انتهى .
وقال في المطالع : أبلي وأخلفي ، كذا
nindex.php?page=showalam&ids=1584لأبي ذر nindex.php?page=showalam&ids=12021وأبي زيد المروذي بالفاء ، ولغيرهما بالقاف من إخلاق الثوب .
قال : ومعناه أن يكتسب خلفه بعد بلاه ، يقال خلف الله لك مالا ، وأخلفه وهو الأشهر يعني بالفاء رباعي انتهى .
وقال الحافظ
ابن حجر في شرح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قوله : أخلقي بقطع الهمزة
[ ص: 287 ] والخاء المعجمة والقاف أمر بالإخلاق ، والعرب تطلق ذلك ، وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل : أبل وأخلق معناه عش وخرق ثيابك وارقعها ، وأخلقت الثوب أخرجت باليه ولفقته قال : ووقع في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12021أبي زيد المروذي عن
القريري وأخلفي بالفاء ، وهي أوجه من التي بالقاف ; لأن الأولى تستلزم التأكيد ; إذ الإبلاء والإخلاق بمعنى لكن جاز العطف لتغاير اللفظين ، والثانية تفيد معنى زائدا ، وهو أنه إذا أبلته أخلفت غيره .
وعلى ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14248الخليل لا تكون التي بالقاف للتأكيد . انتهى .
والنظم مبني على رواية القاف بدليل إتيانه بقوله : ويخلف الإله إلخ .
( كذا ) أي كما تقول : أبل وأخلق ويخلف الله سبحانه ( قل ) أنت لأخيك ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديث الذي ذكرناه آنفا البس جديدا و ( عش حميدا ) ومت شهيدا .
فإن أنت قلت هذا ( تسدد ) أي تصب في الخطاب ، وتوفق لمتابعة سنة النبي الأواب ، فإنها الدين القويم ، والصراط المستقيم ، فمن تمسك بها نجا ، ومن حاد عنها وقع في ظلمات الدجى .
فنسأل الله سبحانه أن يمنحنا نيلها ، ويهدينا سبيلها ، إنه على ذلك قدير ، وبالإجابة جدير .