غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : يباح اتخاذ الخاتم من بلور وياقوت وزبرجد ونحوها .

ولا بأس أيضا من ( بلور ) بكسر الباء الموحدة مع فتح اللام كسنور ، وبفتح الموحدة مع ضم اللام كتنور واللام مشددة فيهما ، وهو جوهر معروف معدني ، وأجود أنواعه أشد صلابة وبياضا وصفاء ، وأحسنه ما يجلب من جزائر الزنج .

وقيل البلور نوع من الزجاج إلا أنه أصلب منه ، فيباح التختم به فلا يستحب ، ولا يكره ولا بأس بالتختم من ( شبه المعدن ) من بقية الجواهر من ياقوت وزبرجد وزمرد وفيروز ونحوها ، فيباح اتخاذ الخاتم من هذه المعادن ونحوها وأما ما يروى في التختم ببعضها من الفضائل فباطل مثل حديث { تختموا بالزمرد بالذال المعجمة فإنه ينفي [ ص: 292 ] الفقر } رواه الديلمي لا يصح كما في البدر المنير والتسهيل .

وحديث { تختموا بالزبرجد فإنه يسر لا عسر فيه } قال الحافظ ابن حجر : هو موضوع .

وفي النهاية { تختموا بالياقوت فإنه ينفي الفقر } قال بعضهم : يريد أنه إذا ذهب ماله فباعه وجد فيه غنى .

قال : والأشبه إن صح الحديث أن يكون لخاصية فيه .

وذكره الحافظ السيوطي في مختصر النهاية وفي شرح الشمائل .

وفي خبر ضعيف أن التختم بالياقوت الأصفر يمنع الطاعون . انتهى .

قلت : ذكر الحافظ ابن حجر عند حديث { تختموا بالعقيق } له طرق كلها واهية ، وكذا ما روي في الياقوت ، وتقدم آنفا

وزعم بعضهم أن جعفر بن محمد رضي الله عنهما قال : ما افتقرت كف تختمت بفيروزج ، قال : وقيل الخواتم أربعة : الياقوت للعطش ، والفيروزج للفأل ، والعقيق للسنة ، والحديد الصيني للحرز انتهى .

وقد علمت أنه لم يصح شيء من ذلك عن حضرة الرسالة والله الموفق .

التالي السابق


الخدمات العلمية