مطلب :
تشبيك الأصابع في المسجد .
( الخامس ) : في
أشياء تكره في المساجد :
يكره للإنسان أن يسند ظهره إلى القبلة ، بل السنة أن يستقبل القبلة في جلوسه .
وأن يشبك أصابعه فيه .
زاد في الرعاية : على خلاف صفة ما شبكها النبي صلى الله عليه وسلم .
كذا في الإقناع .
وأشار في الرعاية إلى ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11495إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وشبك بين أصابعه } وفيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20953صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشاء ، فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ، ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه } .
[ ص: 320 ] قال
الحافظ ابن حجر في شرح البخاري : حديث
أبي موسى دال على جواز التشبيك مطلقا . وحديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة دال على جوازه في المسجد فهو في غيره أجوز . ووقع في بعض نسخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري قبل هذين الحديثين حديث آخر ونصه : حدثنا
حامد بن عمر حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم حدثنا
واقد عن أبيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=20519شبك النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه } قال
مغلطاي : هذا الحديث ليس موجودا في أكثر نسخ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . وقال الحافظ
ابن حجر : هو ثابت في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15745حماد بن شاكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . قال
ابن بطال : المقصود من هذه الترجمة معارضة ما ورد في النهي عن التشبيك في المسجد .
وقد وردت فيه مراسيل ومسند من طرق غير ثابتة
. وقال
ابن المنير : التحقيق أنه ليس بين الأحاديث تعارض ; إذ المنهى عنه فعله على وجه العبث . وجمع
الإسماعيلي بأن النهي مقيد بما إذا كان في الصلاة أو قاصدا إليها إذ منتظر الصلاة في حكم المصلي .
وقيل : إن حكمة النهي عنه لمنتظر الصلاة أن التشبيك يجلب النوم ، وهو من مظان الحدث .
وقيل إن صورته تشبه صورة الاختلاف فكره ذلك لمن هو في حكم الصلاة حتى لا يقع في المنهى عنه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم للمصلين {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13471ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم } .
وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في شعب الإيمان عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=19132رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيا بيده هكذا } زاد
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=40717وشبك أصابعه } . وقد شبك النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه في عدة أحاديث ليس هذا محل إيرادها . وقد ثبت في الصحيحين في قصة
ذي اليدين أنه صلى الله عليه وسلم شبك بين أصابعه . وجزم في الإقناع بأنه يكره له أن يشبك بين أصابعه من حيث يخرج يعني للصلاة . قال : وهو في المسجد أشد كراهة ، وفي الصلاة أشد وأشد . انتهى .
[ ص: 321 ] ونقل في الفروع كراهة
تشبيك الأصابع في الصلاة ، وأنها باتفاق الأئمة الأربعة .
واستدلوا بما رواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة رضي الله عنه {
nindex.php?page=hadith&LINKID=113942أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قد شبك أصابعه في الصلاة ففرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه } . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما في الذي يصلي وهو مشبك " تلك صلاة المغضوب عليهم رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه . وقال
مغلطاي في شرح البخاري عند تكلمه على الأحاديث التي أوردها
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في التشبيك : زعم بعضهم أن هذه الأحاديث التي أوردها
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في هذا الباب معارضة النهي عن التشبيك .
وقال
ابن بطال : إن حديث النهي ليس مساويا لهذه الأحاديث في الصحة .
وقال الأكثر : حديث النهي مخصوص بالصلاة ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
روي عنه أنه قال : إنهم لينكرون تشبيك الأصابع في المسجد ، وما به من بأس ، وإنما يكره في الصلاة .
قال الحافظ
السيوطي في كتابه حسن التسليك في حكم التشبيك : رخص في التشبيك
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وسالم ابنه فكانا يشبكان بين أصابعهما في الصلاة .
قال
مغلطاي : والتحقيق أنه ليس بين حديث النهي عن التشبيك وبين تشبيكه صلى الله عليه وسلم بين أصابعه معارضة ، لأن النهي إنما ورد عن فعله في الصلاة أو في المضي إليها ، وفعله صلى الله عليه وسلم للتشبيك ليس في صلاة ، ولا في المضي إليها فلا معارضة إذن وبقي كل حديث على حياله . انتهى .
قال
الجلال السيوطي في آخر كتابه المذكور : قال
الزركشي في أحكام المساجد : يجوز التشبيك بين الأصابع في المسجد ، ففي حديث
ذي اليدين أنه صلى الله عليه وسلم شبك بين أصابعه ، وحكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وسالم والحسن وغيرهم .
وحكى كراهته عن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي nindex.php?page=showalam&ids=16850وكعب .
والأحاديث الواردة في النهي عنه إنما هي لمن هو ينتظر الصلاة .
[ ص: 322 ] مطلب : تشبيك الأصابع أقسام .
قال : وقسم بعض المتأخرين التشبيك إلى أقسام : أحدها إذا كان الإنسان في الصلاة ، ولا شك في كراهته .
وثانيها : إذا كان في المسجد منتظر الصلاة ، أو وهو عامد إلى المسجد يريدها بعدما تطهر ، والظاهر كراهته .
قلت : لما روى الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بإسناد حسن {
عن مولى لأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قال بينما أنا مع nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ، وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخلنا المسجد فإذا رجل جالس وسط المسجد محتبيا مشبكا أصابعه بعضها في بعض فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يفطن الرجل لإشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت إلى nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد فقال إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكن فإن التشبيك من الشيطان ، وإن أحدكم لا يزال في صلاة ما كان في المسجد حتى يخرج منه } . ولحديث
nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=9771إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن بيده فإنه في صلاة } رواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأبو داود بإسناد جيد . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم صحيح على شرطهما . ورواه
الترمذي وكذا
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان .
ثالثها : أن يكون في المسجد بعد فراغه من الصلاة ، وليس يريد صلاة أخرى ، ولا ينتظرها فلا يكره لحديث
ذي اليدين .
رابعها : في غير المسجد فهو أولى بالإباحة وعدم الكراهة . انتهى .
قلت : وكأن مراد صاحب الرعاية إخراج ما إذا شبكها عقب الصلاة - وليس منتظرا لصلاة أخرى - من الكراهة بقوله على خلاف ما شبكها النبي صلى الله عليه وسلم وهو مراد حسن والله الموفق . .