مطلب : في كراهة
مشية المطيطا : ويكره في المشي المطيطا ونحوها مظنة كبر غير في حرب جحد ( ويكره ) تنزيها ( في المشي ) جار ومجرور متعلق بما قبله ( المطيطا ) نائب فاعل أي يكره الشارع المطيطا كجميزا . قال في القاموس : التبختر ومد اليدين في المشي ، ويقصر كالمطيطا انتهى . وقال في النهاية في حديث {
إذا مشت أمتي المطيطا } هي بالمد والقصر مشية فيها تبختر ومد اليدين ، ويقال مطوت ومططت بمعنى مددت ، وهي من المصغرات التي لم تستعمل لها مكبر . وقال
الحجاوي في شرح هذا البيت : المطيطاء ، بضم الميم ممدودا وقصره الناظم ضرورة . انتهى . وقد علمت أن القصر لغة فيها لا ضرورة والله أعلم .
وإنما كرهت مشية المطيطاء لما فيها من روائح للكبر والخيلاء والزهو والعجب ; فلهذا نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في ضمن ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه عن
خولة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
إذا مشت أمتي المطيطاء ، وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض }
[ ص: 346 ] ورواه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رضي الله عنهما .
قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=16383المنذري : المطيطاء بضم الميم وفتح الطاءين المهملتين بينهما ياء مثناة تحت ممدودا ويقصر التبختر ومد اليدين في المشي .
وفي رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر رواها الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك والبغوي في شرح السنة {
إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم أبناء الملوك أبناء فارس والروم سلط الله - تعالى - خيارها على شرارها } .
( و ) يكره في المشي ( نحوها ) أي نحو المطيطاء وفي نسخة وشبهها بدل ونحوها ، والمعنى واحد يعني أن مشية المطيطاء وما قاربها من المشيات مكروه حيث كان ذلك ( مظنة كبر ) أي إنما كرهت هذه المشية ; لأنها مظنة الكبر أو لئلا يظن به الكبر ، فإن كان الحامل له عليها الكبر والعجب حرمت ; لأن ذلك كبيرة ، وتقدم من مثالب ذلك ما فيه غنية ، والمظنة مأخوذة من الظن وهو ترجيح أحد الطرفين على الآخر ، والمرجوح يسمى وهما .