مطلب :
نوم القائلة مستحب .
( تتمة ) :
القائلة نصف النهار مستحب . قال
عبد الله بن الإمام أحمد رضي الله عنهما : كان أبي ينام نصف النهار شتاء كان أو صيفا لا يدعها ، ويأخذني بها ، ويقول : قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قيلوا فإن الشياطين لا تقيل . قلت وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه مرفوعا ، ولم يزد في التمييز على ذلك . وقال في تسهيل السبيل حديث حسن ، وقيل ضعيف . وقال
العلقمي في حاشيته على الجامع الصغير : بجانبه علامة الحسن
[ ص: 357 ] بخط المؤلف يعني
الجلال السيوطي وأنه رمز بلحسنه . وقال
المناوي : في إسناده كذاب ، فقول المؤلف حسن غير صواب . انتهى .
قال في النهاية : والقيلولة الاستراحة نصف النهار ، وإن لم يكن معها نوم . يقال : قال يقيل قيلولة فهو قائل .
ومنه حديث
زيد بن عمرو بن نفيل ما مهاجر كمن قال : أي ليس من هاجر عن وطنه أو خرج في الهاجرة كمن سكن في بيته عند القائلة وأقام به . قال : وقد تكرر ذكر القائلة ، وما تصرف منها في الحديث .
ومنه في حديث
أم معبد جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد
أي نزلا فيها عند القائلة إلا أنه عداه بغير حرف جر .
لكن مراد العلماء استحباب النوم وقت القائلة . فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=14243الخلال عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس رضي الله عنه قال : {
ثلاث من ضبطهن فقد ضبط الصوم من قال : وتسحر ، وأكل قبل أن يشرب } .
وروي أيضا عن
جعفر بن محمد عن أبيه قال : نومة نصف النهار تزيد في العقل . قال الشاعر
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالا ونومات العصور جنون
ألا إن بين الظهر والعصر نومة تحاكي لأصحاب العقول فنون
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=13417استعينوا بطعام السحر على صيام النهار ، والقيلولة على قيام الليل } رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه " .
( تنبيهات ) :
( الأول ) : قال في الآداب الكبرى : ظاهر ما ذكره الأصحاب أن النوم بالنهار لا يكره شرعا شتاء ولا صيفا لعدم دليل الكراهة إلا بعد العصر ، أي وبعد الفجر كما هو وبعد الفجر كما هو في كلام
الناظم وهو من فحول الأصحاب ، ولذا قال
ابن مفلح وجزم بعض متأخري الأصحاب قال أظنه صاحب النظم بكراهة النوم بعد صلاة الفجر ، وأنه تستحب القائلة .
قال : والقائلة النوم في الظهيرة . قاله أهل اللغة . ويروى أن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر رضي الله عنه لما قدم
الشام رأى
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية حمل
[ ص: 358 ] اللحم ، فقال يا
nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية ما هذا لعلك تنام نومة الضحى ؟ فقال : يا أمير المؤمنين علمني مما علمك الله .
واقتصر بعض أصحابنا على ما ذكره بعض الأطباء أن نوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ، ويفسد اللون ، ويورث الطحال ، ويرخي العصب ، ويكسل ويضعف الشهوة ، إلا في الصيف وقت الهاجرة . وأردؤه النوم أول النهار ، وأردأ منه بعد العصر .