مطلب :
فوائد الذكر .
وقد ذكر الإمام المحقق
ابن القيم للذكر أكثر من مائة فائدة ، منها طرد الشيطان وقمعه ، وأنه يرضي الرحمن ويزيل الهم والغم عن القلب ، ويجلب له الفرح والسرور ، ويقوي البدن والقلب ، ويجلب الرزق ، ويكسي الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ، ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة ، فقد جعل الله لكل شيء سببا ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر ، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره ، فإن الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم ، فالذكر باب المحبة وطريقها الأعظم ، وصراطها الأقوم ، ويورث الذكر الذاكر المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه ، ويورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله والقرب منه ، ويفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة ، ويورثه الهيبة لربه وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله بخلاف الغافل ، وحياة القلب .
قال
ابن القيم : سمعت شيخ الإسلام
ابن تيمية قدس الله روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء .
[ ص: 489 ] ويورث جلاء القلب من صداه ، فكل شيء له صدى
وصدى القلب الغفلة والهوى ، وجلاء الذكر والتوبة والاستغفار ، ويحط الخطايا ويذهبها ; لأنه من أعظم الحسنات ، والحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين .
ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه ، وهو منجاة للعبد عن عذاب الله ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34512ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله } وهو سبب لنزول السكينة على العبد ، وغشيان الرحمة له ، وحفوف الملائكة به وهو غراس الجنة . فقد روى
الترمذي وقال حسن عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود رضي الله عنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=25782قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال لي يا محمد أقرئ أمتك السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر } .
وروي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر وقال حسن صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=22477من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة } قال
الترمذي حديث حسن صحيح .