( تنبيه ) : تقدم أن الذكر أفضل من الدعاء ; لأنه ثناء على الله بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه ، والدعاء سؤال العبد حاجته .
وفي
الترمذي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11929عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه يقول إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه } .
قال الإمام
ابن القيم : وهذا الحديث هو فصل الخطاب في
التفضيل بين الذاكر والمجاهد ، فإن الذاكر المجاهد أفضل من الذاكر بلا جهاد ، والمجاهد الغافل ، والذاكر بلا جهاد أفضل من المجاهد الغافل عن الله ، فأفضل الذاكرين المجاهدون ، وأفضل المجاهدين الذاكرون ، قال تعالى {
يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون } .
وقد قال بعض العارفين : لو أقبل عبد على الله كذا كذا سنة ثم أعرض عنه لحظة لكان ما فاته أعظم مما حصله .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=22353ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة } . وذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل يرفعه أيضا {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34005ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها } . وذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم {
أنه كان يقول : لكل شيء سقالة وإن سقالة القلوب ذكر الله عز وجل ، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله عز وجل ، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولو يضرب بسيفه حتى ينقطع }
[ ص: 493 ]
فإذا كان الأمر كذلك فأين الذكر من الدعاء والله أعلم .