قال والمكر من حيث إنه في الأصل حيلة يجلب بها غيره إلى مضرة لا يسند إلى الله تعالى إلا على سبيل المقابلة والازدواج . والله خير الماكرين أي أقواهم مكرا وأقدرهم على إيصال الضرر من حيث لا يحتسب . وقال الإمام العلامة الشيخ
مرعي الكرمي في كتابه أقاويل الثقات : قال ومن المتشابه الاستهزاء
والمكر في قوله { ومكروا ومكر الله } فمذهب
السلف [ ص: 127 ] في هذا ونحوه أنهم يقولون صفات الله تعالى لا يطلع لها على ماهية وإنما تمر كما جاءت .
قال شيخ الإسلام
ابن تيمية : مذهب سلف الأمة وأئمتها أن يصفوا الله تعالى بما وصف الله به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، ولا يجوز نفي صفات الله التي وصف بها نفسه ولا تمثيلها بصفات المخلوقين .
وقال المؤولون : المكر في الأصل حيلة يتوصل بها إلى مضرة الغير ، والله منزه عن ذلك فلا يمكن إسناده إليه سبحانه إلا بطريق المشاكلة . انتهى .