المسألة الخامسة : قوله تعالى : {
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه } يعني : فمطلق سبب الآية الميتة ، وهي التي قالوا هم فيها : ولا نأكل مما قتل الله .
فقال الله لهم : لا تأكلوا منها ; فإنكم لم تذكروا اسم الله عليها . فإن قيل وهي :
المسألة السادسة : هذا هو السبب الذي خرجت عليه الآية ، وقصر اللفظ الوارد على السبب المورود عليه إذا كان اللفظ مستقلا دون عطفه عليه لا يجوز لغة ولا حكما .
[ ص: 271 ]
قلنا : قد آن أن نكشف لكم نكتة أصولية وقعت تفاريق في أقوال العلماء تلقفتها جملة من فك شديد ; وذلك أنا نقول : مهما قلنا : إن
اللفظ الوارد على سبب ، هل يقصر عليه أم لا ؟ فإنا لا نخرج السبب عنه ، بل نقره فيه ، ونعطف به عليه ، ولا نمتنع أن يضاف غيره إليه إذا احتمله اللفظ ، أو قام عليه الدليل ; فقوله : {
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه } ظاهر في تناول الميتة بعموم لفظه ، وكونها سببا لوروده ، ويدخل فيه ما ذكر اسم الله عليه اسم غير الله من الآلهة المبطلة وهي :