المسألة الثامنة : قوله تعالى : {
وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم }
سمى الله تعالى ما يقع في القلوب من إلهام وحيا ، وهذا مما يطلقه شيوخ
[ ص: 275 ] التصوف ، وينكره جهال المتوسمين بالعلم ، ولم يعلموا أن
الوحي على ثلاثة أقسام ، وأن إطلاقه في جميعها جائز في دين الله ، أو لستم ترون أن الله سبحانه قد سمى إلهام الشياطين وحيا ; وكل ما يقوم بالقلب من الخواطر فهو خلق الله ; فكل ما كان من الشر أضافه الله إلى الشيطان ، وما كان من الخير أضافه الله إلى الملك . وفي الحديث : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=11171إن القلب بين لمتين : لمة من الملك ولمة من الشيطان ; فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق } .