المسألة السادسة : قوله تعالى {
فلما نسوا ما ذكروا به }
أي : تركوه عن قصد .
[ ص: 331 ]
وهذا يدل على أن
النسيان لفظ ينطلق على الساهي والعامد ردا على أهل جهالة زعموا أن الناسي والساهي لمعنى واحد . وهؤلاء قوم لا معرفة لهم باللغة ، وقصدهم هدم الشريعة ، وقد بينا ذلك في غير موضع ، وحققنا معنى قوله صلى الله عليه وسلم : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37462من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها } . وقلنا : معناه من نام عن صلاة أو تركها فليصلها متى ذكرها . فالساهي له حالة ذكر ، والعامد هو أبدا ذاكر ; وكل واحد منهم يتوجه عليه فرض القضاء متى حضره الذكر دائما أو في حال دون حال ، وبهذا استقام نظام الكلام ، واستقر حكم شريعة الإسلام .