وهذه مسألة بديعة بيناها في كتاب المشكلين ، وحققنا أن الموت ليس بعدم محض ، ولا فناء صرف ، وإنما هو تبدل حال ، وانتقال من دار إلى دار ، والروح إن كان جسما فينفصل بذاته عن الجسد ، وإن كان عرضا فلا بد من جزء من الجسد يقوم به يفارق الجسد معه ، ولعله عجب الذنب الذي ورد في الحديث الصحيح : { nindex.php?page=hadith&LINKID=12026إن كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق ، وفيه يركب } . والروح هي السامعة الواعية العالمة القابلة ، إلا أن الباري لا يخلق الإدراك إلا كما يشاء ، فلا يخلق إدراك الآخرة لأهل الدنيا ، ولا يخلق إدراك الدنيا لأهل الآخرة ، فإذا أراد سبحانه أسمع أهل الآخرة حال أهل الدنيا .