الآية الثالثة والعشرون قوله تعالى {
والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير } فيها مسألتان :
[ ص: 441 ]
المسألة الأولى : قطع الله
الولاية بين الكفار والمؤمنين فجعل المؤمنين بعضهم أولياء بعض ، وجعل الكافرين بعضهم أولياء بعض ، وجعل المنافقين بعضهم أولياء بعض ، يتناصرون بدينهم ، ويتعاملون باعتقادهم .
وفي الصحيح : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=34937مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى والسهر } .
ويحتمل أن يريد به بعضهم أولياء بعض في الميراث ; في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=31590لا يرث المسلم الكافر ، ولا الكافر المسلم } .
وقد تقدم قوله : {
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } .
وقال بعد هذا : {
المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } .
المسألة الثانية : قوله : {
إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض } : يعني بضعف الإيمان وغلبة الكفر ; وهذه هي الفتنة والفساد في الأرض ، وفي هذا
أمر بالخروج عن دار الكفر إلى دار الإيمان ، وهي الهجرة .