قوله تعالى {
اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون } .
فيها مسألتان :
المسألة الأولى : الحبر : هو الذي يحسن القول وينظمه ويتقنه ، ومنه ثوب محبر ، أي جمع الزينة . ويقال بكسر الحاء وفتحها ، وقد غلط فيه بعض الناس ، فقال : إنما سمي به لحمل الحبر وهو المداد والكتابة .
[ ص: 485 ] والراهب هو من الرهبة : الذي حمله خوف الله على أن يخلص إليه النية دون الناس ، ويجعل زمامه له ، وعمله معه ، وأنسه به .
المسألة الثانية : قوله : {
أربابا من دون الله } : روى
الترمذي وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم قال : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=452أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب ، فقال : ما هذا يا عدي ؟ اطرح عنك هذا الوثن . وسمعته يقرأ في سورة براءة : { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } . قال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه ، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه } .
وفيه دليل على أن
التحريم والتحليل لله وحده ، هذا مثل قوله : {
ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله } ; بل يجعلون التحريم لغيره . .