الآية الموفية عشرين قوله تعالى {
إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين } .
فيها ثماني مسائل :
المسألة الأولى : قوله تعالى
{ النسيء } : اختلف الناس فيه على قولين : أحدهما : أنه الزيادة ، يقال : نسأ ينسأ ، إذا زاد ; قاله
الطبري .
الثاني : أنه التأخير .
قال
الأزهري : يقال أنسأت الشيء إنساء ، ونساء اسم وضع موضع المصدر ، وله معان كثيرة .
[ ص: 502 ] أما
الطبري فاحتج بأنه يتعدى بحرف الجر ، فيقال : أنسأ الله في أجلك ، كما تقول : زاد الله في أجلك ، وتقول : أنسأ الله في أجلك أي زاده مدة ، واكتفى بأحد المفعولين عن الثاني ، ومنع من قراءته بغير الهمز ، ورد على
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، وقال : لا يكون بترك الهمز إلا من النسيان ، كما قال : {
نسوا الله فنسيهم } .
واحتج من زعم أنه التأخير بنقل
العرب لهذا التفسير عن أوائلها ، وقيد ذلك عنهم مشيخة
العرب ، وقد قال الله : ما ننسخ من آية أو ننسأها ، أي نؤخرها ، مهموزة ، وقد تخفف الهمز ، كما يقال خطية وخطيئة ، والصابيون والصابئون ، وتخفيف الهمز أصل ، ونقل الحركة أصل ، والبدل والقلب أصل كله لغوي ، وما كان ينبغي أن يخفى هذا على
الطبري .
وأما فصل التعدي فضعيف ; فإن الأفعال المتعدية بالوجهين من وجوه حرف الجر ، وفي تعديها به ، وعدمه كثيرة .