فإن قوله تعالى : وهي المسألة السابعة : {
إنما النسيء زيادة في الكفر } : بيان لما فعلته
العرب من جمعها بين
أنواع الكفر ، فإنها أنكرت وجود الباري ، فقالت : وما الرحمن ؟ في أصح الوجوه .
وأنكرت البعث ، فقالت : {
من يحيي العظام وهي رميم } .
وأنكرت بعثة الرسل ، فقالت : {
أبشرا منا واحدا نتبعه } .
وزعمت أن التحريم والتحليل إليها ، فابتدعت من ذاتها مقتفية لشهواتها التحريم والتحليل ، ثم زادت على ذلك كله بأن غيرت دين الله ، وأحلت ما حرم ، وحرمت ما
[ ص: 509 ] أحل تبديلا وتحريفا ، والله لا مبدل لكلماته ، ولو كره المشركون ، وهكذا في جميع ما فعلت من تغيير الدين وتبديل الشرع .
المسألة الثامنة : قوله : {
زين لهم سوء أعمالهم } : أي خلق لهم اعتقاد الحسن فيها ، وهي قبيحة ، فنظروا فيها بالعين العوراء ; لطمس أعينهم وفساد بصائرهم ; وذلك حكم الله في عدم الهدى للكافرين . .