المسألة الرابعة عشرة إن قيل :
كيف يجوز أن يكون المراد بقوله تعالى : { الخيط الأبيض } الفجر ويتأخر البيان مع الحاجة إليه ؟ وتأخير البيان عن وقت الحاجة إليه مع بقاء التكليف حتى يقع الخطأ عن المقصود لا يجوز .
فالجواب : أن البيان كان موجودا فيه ، لكن على وجه لا يدركه جميع الناس ; وإنما كان على وجه يختص به بعضهم أو أكثرهم ، وليس يلزم أن يكون البيان مكشوفا في درجة يطلع عليها كل أحد ; ألا ترى أنه لم يقع فيه إلا
عدي وحده ، وأيضا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعنف
عديا ، وأنزل الله تعالى البيان فيه جليا .
وقد روي في حديث
عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=12354إنك لعريض القفا } ، وضحك ; ولا يضحك إلا على جائز ، وليس فيما ذكر له إلا تعريضه للغباوة .