المسألة الرابعة : إن كان هذا المعاهد عارفا بالله فيفهم وجه المعاهدة ، وإن كان غير عارف بالله فكيف يصح معاهدة الله مع من لا يعرفه .
قلنا : إن كان وقت المعاهدة عارفا بالله ، ثم أذهب المعرفة سوء الخاتمة فلا كلام ، وإن كان في وقت المعاهدة منافقا يظهر الإيمان ويسر الكفر فإن قلنا : إن الكفار يعرفون الله فالمعاهدة مفهومة ، وإن قلنا : لا يعرفونه وهو الصحيح فإن حقيقة المعاهدة عند علمائنا معاقدة بعزيمة محققة بذكر الله ، فإن
عاهد الله من لا يعرفه فإنما ذلك إذا ذكره في المعاقدة فخاص من خواص أوصافه ، وإن لم يتحقق ربه فينعقد ذلك عليه ، ويلزمه حكمه ، وينفذ عليه عقابه ; لأن العقد يتعلق بهذا الذكر اللازم .