الآية الثالثة والثلاثون قوله تعالى {
يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون } .
فيها ست مسائل : المسألة الأولى : هذه الآية نزلت بعد ذكر المنافقين هاهنا ، ونزلت بعد ذكر المؤمنين بعد هذا بآيات ، فأما هذه التي أعقبت ذكر المنافقين فمعناها التهديد ، وأما الآية التي نزلت بعد هذا فمعناها الأمر ، وتقديرها : اعملوا بما يرضي الله ، وذلك أن
النفاق موضع [ ص: 564 ] ترهيب ، والإيمان محل ترغيب ، فقوبل أهل كل محل من الخطاب بما يليق به ، كما قيل للكفار : اعملوا ما شئتم ، على معنى التهديد .