المسألة السادسة : قد بينا أن
السبق يكون بالصفات والزمان والمكان ، وأفضل هذه الوجوه سبق الصفات .
والدليل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=37776نحن الآخرون السابقون بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم . فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فاليهود غدا والنصارى بعد غد . }
فأخبر النبي أن من سبقنا من الأمم بالزمان فجئنا بعدهم سبقناهم بالإيمان ، والامتثال لأمر الله ، والانقياد إليه ، والاستسلام لأمره ، والرضا بتكليفه ، والاحتمال لوظائفه ، لا نعترض عليه ، ولا نختار معه ، ولا نبدل بالرأي شريعته ، كما فعل
أهل الكتاب .
وذلك بتوفيق الله لما قضاه ، وبتيسيره لما يرضاه ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .