[ ص: 587 ] المسألة السادسة :
قوله تعالى : { أحق } : هو أفعل من الحق ، وأفعل لا يدخل إلا بين شيئين مشتركين ، لأحدهما في المعنى الذي اشتركا فيه مزية على الآخر ، فيحلى بأفعل ، وأحد المسجدين وهو مسجد الضرار باطل لا حظ للحق فيه ، ولكن خرج هذا على اعتقاد بانيه أنه حق ، واعتقاد أهل
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أو
قباء أنه حق ، فقد اشتركا في الحق من جهة الاعتقاد ، لكن أحد الاعتقادين باطل عند الله ، والآخر حق باطنا وظاهرا ، وهو كثير كقوله : {
أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا } : يعني من أهل النار .
ولا خير في مقر النار ولا مقيلها ، ولكنه جرى على اعتقاد كل فرقة أنها على خير ، وأن مصيرها إليه ; إذ كل حزب في قضاء الله بما لديهم فرحون ، حتى يتميز بالدليل لمن عضد بالتوفيق في الدنيا ، أو بالعيان لمن ضل في الآخرة ، وقد جاء بعد هذا :