قوله تعالى : {
دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين } .
فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : تفسير التحية : وفيها ثلاثة أقوال :
الأول : أنها الملك .
[ ص: 7 ]
الثاني : أنها البقاء قال
المعمر :
أبني إن أهلك فإني قد تركت لكم بنيه وتركتكم أولاد سادات
زنادكم وريه ولكل ما نال الفتى
قد نلته إلا التحيه
يعني البقاء .
الثالث : [ أنها ] السلام .
المسألة الثانية :
في تفسيرها قولان :
الأول : أن الملك يأتيهم بما يشتهون فيقول لهم : سلام عليكم أي سلمتم ، فيردون عليه ، فإذا أكلوه قالوا : الحمد لله رب العالمين .
الثاني : أن معنى تحيتهم تحية بعضهم بعضا ، فقد ثبت في الخبر كما بينا : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2687أن الله خلق آدم ، ثم قال له : اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم ، فجاءهم فقال : سلام عليكم ، فقالوا له : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، فقال له : هذه تحيتك وتحية ذريتك إلى يوم القيامة } وبين في القرآن هاهنا أنها تحيتهم في الجنة ، فهي تحية موضوعة من ابتداء الخلقة إلى غير غاية .
وقد روى
ابن القاسم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في قول الله : {
تحيتهم فيها سلام } ; أي هذا السلام الذي بين أظهركم تتقابلون به .
والقولان محتملان ، وهذا أظهر ; لأنه ظاهر القرآن . والله أعلم .