وذهب علماء الفقه إلى أن الضيافة لا تجب ; إنما هي من مكارم الأخلاق وحسن المعاملة بين الخلق ، وتأولوا هذا الحديث بأنه محمول على الندب ، بدليل قوله : { nindex.php?page=hadith&LINKID=24808فليكرم ضيفه } ; والكرامة من خصائص الندب دون الوجوب . [ ص: 21 ]
وقد قال قوم : إن هذا كان في صدر الإسلام ، ثم نسخ ، وهذا ضعيف ; فإن الوجوب لم يثبت والناسخ لم يرد .
فقوله في هذا الحديث : فاستضفناهم فأبوا أن يضيفونا ، ظاهر في أن الضيافة لو كانت حقا للام النبي صلى الله عليه وسلم القوم الذين أبوا وبين ذلك لهم ، ولكن الضيافة حقيقة فرض على الكفاية ، ومن الناس من قال : إنها واجبة في القرى حيث لا طعام ولا مأوى ، بخلاف الحواضر ، فإنها مشحونة بالمأويات والأقوات ، ولا شك أن الضيف كريم ، والضيافة كرامة ، فإن كان عديما فهي فريضة .