الآية الثالثة قوله تعالى : {
وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون } .
فيها ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : أرادوا أن يجعلوا الدم علامة على صدقهم ، فروي في الإسرائيليات أن الله تعالى قرن بهذه العلامة علامة تعارضهما ; وهي سلامة القميص في التلبيب ;
والعلامات إذا تعارضت تعين الترجيح ، فيقضى بجانب الرجحان ، وهي قوة التهمة لوجوه تضمنها القرآن ، منها طلبهم إياه شفقة ، ولم يكن من فعلهم ما يناسبها ، فيشهد بصدقها ، بل كان سبق ضدها ، وهي تبرمهم به .
ومنها أن الدم محتمل أن يكون في القميص موضوعا ، ولا يمكن افتراس الذئب
[ ص: 41 ] ليوسف ، وهو لابس للقميص ويسلم القميص من تخريق ، وهكذا يجب على الناظر أن يلحظ الأمارات [ والعلامات ] وتعارضها .