الآية التاسعة :
قوله تعالى : {
قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين } .
فيها مسألتان :
المسألة الأولى : أكره
يوسف على الفاحشة بالسجن ، وأقام فيه سبعة أعوام ، وما رضي بذلك لعظيم منزلته وشريف قدره ، ولو
أكره رجل بالسجن على الزنا ما جاز له ذلك إجماعا ، فإن أكره بالضرب فاختلف فيه العلماء ; والصحيح أنه إذا كان فادحا فإنه يسقط إثم الزنا وحده .
وقال بعض علمائنا : إن الإكراه لا يسقط الحد ، وهو ضعيف ; فإن الله لا يجمع على عبده العذابين ، ولا يصرفه بين البلاءين فإنه من أعظم الحرج في الدين ، وصبر
يوسف على السجن ، واستعاذ من الكيد فقال : {
وإلا تصرف عني كيدهن } الآيتين .