المسألة الخامسة : قوله : {
وتصدق علينا } قال علماؤنا : لما علموا أن بضاعتهم غير مرضية قالوا : اجعلها حباء إن لم تكن شراء . وقال آخرون منهم : طلبوا منه وفاء الكيل والصدقة بعد ذلك ،
وكل ما كان صدقة أو هبة يتبع البيع فإنه يلحق به في إحدى الروايتين ، وكذلك النكاح ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة . ولا يلحق به في الرواية الأخرى ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وهي مسألة طويلة قد بيناها في مسائل الخلاف .
[ ص: 77 ] فإن قيل :
فكيف جاز لهم أن يطلبوا الصدقة وهم الأنبياء ؟ قلنا : عنه خمسة أجوبة :
أحدها : لا يعلم العلماء أنهم أنبياء ، وآمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله .
الثاني : أنهم لم يكونوا بعد أنبياء .
الثالث : أنه لا يعلم حالهم مع الصدقة في شرعهم ، فلعل ذلك كان مباحا لهم .
الرابع : معنى تصدق سامح ، لا أصل الصدقة .
الخامس : قيل : تصدق علينا بأخينا . وبالقولين الأخيرين
أقول . والله أعلم .