الآية الرابعة قوله تعالى : {
مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار } .
فيها مسألتان :
المسألة الأولى : قوله : {
أكلها دائم } بضم الهمزة في الأكل يعني به المأكول لا الفعل . وصف الله
طعام الجنة بأنه غير مقطوع ولا ممنوع ، وطعام الدنيا ينقطع ويمنع فيمتنع .
[ ص: 85 ]
المسألة الثانية : قال
إبراهيم بن نوح : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس يقول : " ليس في الدنيا من ثمار ما يشبه ثمار الجنة إلا الموز " لأن الله يقول : {
أكلها دائم } وأنت تجد الموز في الصيف والشتاء .
قال القاضي : وكذلك رمان
بغداد ، شاهدت
المحول قرية من
قرى نهر عيسى وفي شجر الرمان حب العامين يجتمع تقطع منه متى شئت صيفا وشتاء ، وقيظا وخريفا ، إلا أن الحبة التي بقيت في الشجرة عاما لا تفلقها إلا بالقدوم من شدة القشر ، فإذا انفلقت ظهر تحته حب الرمان أجمل ما كان وأينعه .