[ ص: 177 ] سورة الإسراء فيها عشرون آية
الآية الأولى قوله تعالى : {
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير } .
فيها ست مسائل :
المسألة الأولى : في
{ سبحان } : وفيه أربعة أقوال :
الأول : أنه منصوب على المصدر ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل .
ومنعه عندهما من الصرف كونه معرفة في آخره زائدان .
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن من
العرب من يصرفه ويصرفه .
الثاني : قال
أبو عبيدة : هو منصوب على النداء .
الثالث : أنه موضوع موضع المصدر منصوب لوقوعه موقعه .
الرابع : أنها كلمة رضيها الله لنفسه ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، و معناها عندهم براءة الله من السوء ، وتنزيه الله منه قال الشاعر :
أقول لما جاءني فخره سبحان من علقمة الفاخر
.
المسألة الثانية : أما القول بأنه مصدر فلأنه جار على بناء المصادر ، فكثيرا ما يأتي على فعلان .
وأما القول بأنه اسم وضع للمصدر فلأنهم رأوه لا يجري على الفعل الذي هو سبح .
و أما
[ ص: 178 ] قول
أبي عبيدة بأنه منادى فإنه ينادى فيه بالمعرفة من مكان بعيد ، وهو كلام جمع فيه بين دعوى فارغة لا برهان عليها ، ثم لا يعصمه ذلك من أن يقال له : هل هو اسم أو مصدر ؟ وما زال
أبو عبيدة يجري في المنقول طلقه حتى إذا جاء المعقول عقله العي وأغلقه .
وقد جمع في هذه الكلمة
أبو عبد الله بن عرفة جزءا قرأناه
بمدينة السلام ، ولم يحصل له فيه عن التقصير سلام ، والقدر الذي أشار إليه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه فيه يكفي ، فليأخذ كل واحد منكم ويكتفي .