المسألة الخامسة : قوله :
{ وزنوا بالقسطاس المستقيم } يعني الميزان العدل . وقال
الحسن : هو القبان يعني به ما قال الله مخبرا عنه في موضع آخر : {
ولا تنقصوا المكيال والميزان } وقال : {
ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان } لا بزيادة ولا بنقصان . ومن نوادر
أبي الفضل الجوهري ما أنبأنا عنه
محمد بن عبد الملك الواعظ وغيره أنه كان يقول : إذا أمسكت علاقة الميزان بالإبهام والسبابة ، وارتفعت سائر الأصابع كان تشكلها مقروءا بقولك الله ، فكأنها إشارة منه سبحانه في تسيير الوزن كذلك إلى أن الله مطلع عليك ، فاعدل في وزنك .
المسألة السادسة : قوله : {
ذلك خير وأحسن تأويلا } : أي عاقبة . معناه أن
العدل والوفاء في الكيل أفضل للتاجر وأكرم للبائع من طلب الحيلة في الزيادة لنفسه ، والنقصان على غيره ، وأحسن عاقبة ، فإن العاقبة للمتقين .