قوله تعالى : {
ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق } .
فيها خمس مسائل :
المسألة الأولى : قوله :
{ شعائر الله } : واحدها شعيرة ، ولم يختلفوا أنها المعالم . وحقيقتها أنها فعيلة ، من شعرت ، بمعنى مفعولة . وشعرت : دريت ، وتفطنت ، وعلمت ، وتحققت ; كله بمعنى واحد في الأصل ، وتتباين المتعلقات في العرف ، هذا معناه لغة . فأما المراد بها في الشرع ، وهي : المسألة الثانية : ففي ذلك أربعة أقوال :
الأول : أنها
عرفة ،
والمزدلفة ،
والصفا ،
والمروة ، ومحل الشعائر إلى
البيت العتيق .
[ ص: 288 ] قاله
ابن القاسم عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . الثاني : أنها مناسك الحج وتعظيمه استيفاؤها . الثالث : أنها البدن ، وتعظيمها استسمانها . الرابع : أنه دين الله وكتبه ، وتعظيمها التزامها . والصحيح أنها جميع مناسك الحج .
المسألة الثالثة : قوله : {
فإنها من تقوى القلوب }
يريد فإن حالة التعظيم إذا كست العبد باطنا وظاهرا فأصله تقاة القلب بصلاح السر وإخلاص النية ، وذلك لأن التعظيم من أفعال القلب ، وهو الأصل لتعظيم الجوارح بالأفعال .