المقام الثامن :
{ لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } ; فأخبر الله سبحانه وتعالى أنه ثبته ، وقرر التوحيد والمعرفة في قلبه ، وضرب عليه سرادق العصمة ، وآواه في كنف الحرمة . ولو وكله إلى نفسه ، ورفع عنه ظل عصمته لحظة لألممت بما راموه ، ولكنا أمرنا عليك بالمحافظة ، وأشرقنا بنور الهداية فؤادك ، فاستبصر وأزح عنك الباطل ، وادحر .
فهذه الآية نص في عصمته من كل ما نسب إليه ، فكيف يتأولها أحد ؟ عدوا عما نسب من الباطل إليه .
المقام التاسع :
قوله : فما زال مهموما حتى نزلت عليه : {
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي } الآية .
فأما غمه وحزنه فبأن تمكن الشيطان مما تمكن ، مما يأتي بيانه ; وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعز عليه أن ينال الشيطان منه شيئا وإن قل تأثيره .