الآية السابعة
قوله تعالى : {
لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى : المعنى ظن الناس بعضهم ببعض خيرا ، وجعل الغير مقام النفس ، لذمام الإيمان كما بينا في قوله تعالى : {
ولا تقتلوا أنفسكم } أي لا يقتل بعضكم بعضا . المسألة الثانية :
هذا أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان ، ومنزلة الصلاح التي حلها
[ ص: 365 ] المرء ، ولبسة العفاف التي تستر بها المسلم لا يزيلها عنه خبر محتمل ، وإن شاع ، إذا كان أصله فاسدا أو مجهولا . المسألة الثالثة : {
وقالوا هذا إفك مبين }
أي كذب ظاهر ; لأنه خبر عن أمر باطن ممن لم يشاهده ، وذلك أكذب الأخبار وشر الأقوال حيث استطيل به العرض الذي هو أشرف المحرمات ، ومقرون في تأكيد التحريم بالمهجات .