الآية الحادية عشرة
قوله تعالى :
{ والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما } .
فيها مسألتان : المسألة الأولى : قوله : {
قرة أعين } معناه أن النفوس تتمنى ، والعيون تمتد إلى ما ترى من الأزواج والذرية ، حتى إذا كانت عنده زوجة اجتمعت له فيها أمانيه من جمال وعفة ونظر وحوطة ، أو كانت
[ ص: 456 ] عنده ذريته محافظين على الطاعة ، معاونين له على وظائف الدين والدنيا ، لم يلتفت إلى زوج أحد ، ولا إلى ولده ، فتسكن عينه عن الملاحظة ، وتزول نفسه عن التعلق بغيرها ; فذلك حين قرة العين وسكون النفس . المسألة الثانية : قوله {
واجعلنا للمتقين إماما }
معناه قدوة .
كان
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر يقول في دعائه : " اللهم اجعلنا من أئمة المتقين " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب : " إنكم أيها الرهط أئمة يقتدى بكم " . وذلك ; لأنهم اقتدوا بمن قبلهم فاقتدى بهم من بعدهم .
وكان الأستاذ
أبو القاسم القشيري شيخ الصوفية يقول :
الإمامة بالدعاء ، لا بالدعوى يعني بتوفيق الله سبحانه وتيسيره وهبته ، لا بما يدعيه كل أحد لنفسه ، ويرى فيها ما ليس له ولاية .