المسألة السادسة في الآية الخامسة قوله تعالى : {
لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } .
الظلم : وضع الشيء في غير موضعه ، وقد يكون محرما وقد يكون مكروها شرعا ، وقد يكون مكروها عادة ، فإن كان غلبه عادة على أهله فهو ظلم محرم ، وإن كان سأله إياها فهو ظلم مكروه شرعا وعادة ، ولكن لا إثم عليه فيه
المسألة السابعة في تقييد ما ذكره المفسرون في هذه القصة ، وهو مروي عنهم بألفاظ
[ ص: 42 ] مختلفة ، وأحوال متفاوتة ; أمثلها أن
داود حدثته نفسه إذ ابتلي أن يعتصم ، فقيل له . إنك ستبتلى وتعلم الذي تبتلى فيه ، فخذ حذرك ; فأخذ الزبور ودخل المحراب ، ومنع من الدخول عليه ; فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر كأحسن ما يكون ، وجعل يدرج بين يديه ، فهم أن يتناوله بيده ، فاستدرج حتى وقع في كوة المحراب ، فدنا منه ليأخذه ، فطار فاطلع ليبصره فأشرف على امرأة تغتسل ، فلما رأته غطت جسدها بشعرها ، فوقعت في قلبه ، وكان زوجها غازيا في سبيل الله ، فكتب
داود إلى أمير الغزاة أن يجعل زوجها في حملة التابوت ، إما أن يفتح الله عليهم ، وإما أن يقتلوا . فقدمه فيهم ، فقتل . فلما انقضت عدتها خطبها
داود ، فاشترطت عليه إن ولدت غلاما أن يكون الخليفة من بعده ، وكتبت عليه بذلك كتابا ، وأشهدت عليه خمسين رجلا من
بني إسرائيل ، فلم تستقر نفسه حتى ولدت
سليمان ، وشب وتسور الملكان وكان من قصتها ما قص الله تعالى في كتابه . {
قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض } .