صفحة جزء
المسألة العاشرة قوله تعالى : { لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } : فيه الفتوى في النازلة بعد السماع من أحد الخصمين ، وقبل أن يسمع من الآخر بظاهر القول ; وذلك مما لا يجوز عند أحد ولا في ملة من الملل ، ولا يمكن ذلك للبشر ; وإنما تقدير الكلام أن أحد الخصمين ادعى ، والآخر سلم في الدعوى ، فوقعت بعد ذلك الفتوى .

وقد { قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض لأحدهما حتى تسمع من الآخر } .

وقيل : إن داود لم يقض للآخر حتى اعترف صاحبه بذلك . وقيل : تقديره لقد ظلمك إن كان كذلك . والله أعلم بتعيين ما يمكن من هذه الوجوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية