[ ص: 148 ] سورة الحديد [ فيها أربع آيات ]
الآية الأولى
قوله تعالى : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } .
وقد بينا في كتاب الأمد تفسير هذه الأسماء ، وحققنا أن الأول هو الآخر بعينه [ يعني ] لأنه واحد ، وأن الظاهر هو الباطن ، وأن الأول هو الباطن ، وأن الآخر هو الظاهر ; إذ هو تعالى واحد تختلف أوصافه ، وتتعدد أسماؤه ، وهو تعالى واحد . قال
ابن القاسم : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : لا يحد ولا يشبه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا يقول : من قرأ " يد الله " وأشار إلى يده ، وقرأ عين الله ، وأشار إلى ذلك العضو منه يقطع تغليظا عليه في تقديس الله تعالى وتنزيهه عما أشبه إليه ، وشبهه بنفسه ، فتعدم [ نفسه و ] جارحته التي شبهها بالله ، وهذه غاية في التوحيد لم يسبق إليها
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا موحد .
فإن قيل : فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن
عبد الله قال {
nindex.php?page=hadith&LINKID=18939 : ذكر الدجال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنه لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور . وأشار بيده إلى عينه ، وأن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية } .
فالجواب من وجهين :
أحدهما أن هذا خبر واحد ، لا يوجب علما .
الثاني أن هذه الإشارة في النفي لا في الإثبات ، وفي التقديس لا في التشبيه ، وهذا نفيس فاعرفه . .