[ ص: 219 ] سورة المنافقون [ فيها ثلاث آيات ]
الآية الأولى قوله تعالى : {
إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى
الشهادة تكون بالقلب ; وتكون باللسان ، وتكون بالجوارح ; فأما شهادة القلب فهو الاعتقاد [ أو العلم ] على رأي قوم ، والعلم على رأي آخرين . والصحيح
عندي أنه الاعتقاد [ والعلم ] كما بينا في أصول الفقه والدين .
وأما شهادة اللسان فبالكلام ، وهو الركن الظاهر من أركانها ، وعليه تبنى الأحكام ، وتترتب الأعذار والاعتصام . قال النبي صلى الله عليه وسلم {
nindex.php?page=hadith&LINKID=2081 : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ; فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ; وحسابهم على الله . } المسألة الثانية قوله تعالى : {
والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون } .
إن البارئ سبحانه وتعالى علم وشهد ; فهذا علمه . وشهادته قوله تعالى : {
شهد الله أنه لا إله إلا هو } وأمثاله .
وقد يقال :
شهادة الله على ما كان من الشهادات في ذات الله ، يقال : والله يشهد إن المنافقين لكاذبون في قولهم بألسنتهم ما لا يعتقدونه في قلوبهم ، فخدعوا وغروا ، والله خادعهم وماكر بهم ، وهو خير الماكرين .